اصطفَى الله تعالى أوقاتاً من العام؛ تعمُّ فيها البركة، وتتنزّل فيها الرحمة، وتسود فيها السكينة، ويتغلغل فيها الحب إلى أعمق أعماق النفس الإنسانية مدفوعاً بقدرٍ كبير من الروحانية، وقد حثَّت الشريعة الإسلامية على أهميّة استغلالِ هذه الأوقات الخيِّرة المباركة، وعدم إهدارها في اللهو والعبث؛ فمن ضيَّعها لا يدري هل سيكون له نصيبٌ منها مرّةً أخرى أم لا.
من أكثر الأوقات خيريَّة وبركة على الإطلاق ليلة القدر، التي تُعتبر أفضل ليالي العام، والتي أفرد لها القرآن الكريم سورةً كاملة يشرح فيها خصائصها، ويبيّن فيها سماتها، وجوانب بركتها، وهي سورة القدر الواقعة في الجزء الأخير من القرآن، وقد حرص المسلمون وأولهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تتبع هذه الليلة، ونيل أجر قيامها، لما في ذلك من خير لا يُعرف له أول من آخر، وفيما يلي نُلقي الضوء على خصائص هذه الليلة المباركة، وعن بعض ما يتعلّق بها.
خصائص ليلة القدر
الأعمال المشروعة في ليلة القدر
نظراً لمكانة هذه الليلة العظيمة عند الله تعالى، فقد شرّعت فيها العديد من الأعمال التي تقرب المؤمن منه سبحانه، ممّا يعود بالخير العميم على المؤمن العابد وعلى كل من معه، ولَعلَّ أبرز الأعمال في ليلة القدر قيامها، فقد ورد في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه).
من الأعمال الأخرى المشروعة في ليلة القدر المباركة؛ الاعتكاف في المسجد، تأسّياً بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تتبعاً لليلة القدر، ولأجرها الكبير، كما يجدر بالمسلم أن يُكثِر من الأعمال الصالحة، والعبادات بشتى أنواعها، خاصّةً الدعاء، ومن الأدعية التي يُكثر منها العابدون: (اللهم إنك عفوٌّ كريم تحب العفو فاعف عني)، وهو الدعاء الذي علّمتنا إياه أمُّنا عائشة -رضي الله عنها-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
المقالات المتعلقة بخصائص ليلة القدر